تصل نسبة حالات العقم إلى حوالى 15 % بين الأزواج، و تشكِّل الأسباب المتعلقة بالرجل، نسبة 40 % منها ، و هذه نسبة كبيرة ، العلاج بطفل الأنابيب تخضع له المرأة وليس الرجل، رغم أن السبب في حوالى ثلث الحالات يكون متعلقاً بالرجل لا بالمرأة، و من هنا نفهم مقدار ما تتحمله المرأة من أجل الأسرة ، إذ فيه قدر كبير من التضحية. الغالبية الساحقة لعقم الرجال، تتركَّز في عدد الحيوانات المنوية (الحيامن) ونسبة النشط منها, و كذلك نسبة الحيامن الطبيعية الحركة والشكل، و يتأثر هذا بعوامل كثيرة لها علاقة بالبيئة، كالحرارة و السُمنة والتدخين وتناول الكحول، و التعرض لبعض الكيماويات ، وكذلك عوامل الإجهاد النفسي ، وكل هذه الأسباب ظهرت لنا من خلال دراسات ليست عالية الجودة. لو تعرَّض الإنسان لمرض يزيد من حرارة الجسم عدة أيام ، فإن تحليل السائل المنوى ، إذا عُمل بعد ثلاثة أشهر قد يظهر نقصاً في عدد الحيامن و حركتها ، و لذا لا يُعتمد على تحليل واحد والأصح أن يُعمل تحليلان بينهما ثلاثة أشهر على الأقل، و في حالة عدم وجود أسباب هرمونية لعقم الرجال ، عادة ما يتم اللجوء إلى عمل أطفال الأنابيب ، بأخذ بويضة ناضجة من الزوجة و حقن حيوان منوى واحد داخلها وهو ما يسمى بالحقن المجهري. كما ينصح الأطباء عادة بتناول بعض الأدوية التى تأتي على شكل مكوِّنات غذائية فيها مادة الكارنتين ، و عسل ملكات النحل وحبوب اللقاح و ما يشبهها ، اذ يعتقد أنها تحسِّن البيئة الجسمية التي تنمو فيها الحيامن. مؤخراً ،ظهرت بعض المقالات التى تفيد بأن كثرة إستعمال جهاز الهاتف الجوال ، قد تؤثر سلباً على السائل المنوى، و ذلك لوجود إشعاعات كهرومغناطيسية ذات تردّدات عالية تصدر من الجهاز ، وهذه الإشعاعات أدت في حيوانات التجارب مثل الفأر و الأرنب إلى نتائج سلبية ، و لكن ممّا يطمئن أن الظروف التى أجريت فيها التجارب لا تنطبق على الواقع الحياتى الذي يعيشه البشر، هناك أيضا دراسة من السويد أشارت إلى نتائج ضارة على الحيوانات المنوية عند من يستخدمون الجوال في أكثر من عشرين مكالمة في اليوم ، ولكن الدراسة هذه اعتمدت على الملاحظة و كانت نسبة الرجال الذين عادوا للفحص عند انتهاء مدة الدراسة قليلة جداً مقارنة بالعدد الذي سجل ليكون موضوعاً للدراسة، و بالتالى فإن هذه الدراسة تصلح لكى نشتق منها نظريات تحتاج إلى البرهنة ، و إلا فإن قيمتها العلمية تبقى متدنّية ، إذ تُعتبر بوضعها الراهن قليلة الجودة، يعنى نعتبرها صالحة للفت الأنظار ليس إلّا.