وهو مرض يصيب الإناث، و يفضّل أن يسمّى مرض البطانة الرحمية المنتبذة، بفتح الباء، وذلك لأن الهجرة عادةً ما تكون محمودة. يتألف الرحم من ثلاث طبقات، الطبقة الطلائية الخارجية والطبقة العضلية و البطانة الرحمية . طبقة البطانة هي التي ينسلخ أكثرها و ينزل على شكل دم الدورة. عندما تحدث الدورة، يحول بين الدم وبين تجويف البطن طبقات الرحم الأخرى ، هناك أسباب غير محددة لإنتباذ البطانة الرحمية، ربما كان لها علاقة بمناعة الجسم، أو بالاضطرابات الهرمونية، و ربما بسبب الدورة الشهرية الراجعة ، بمعنى نزول طبقة الرحم على شكل دم خارج الرحم تؤدي هذه الهجرة، إلى تكوُّن نسيج مماثل لنسيج بطانة الرحم خارج الرحم، وبالتالى ففى موعد الدورة الشهرية، ينسلخ النسيج من العضو الذي هاجر إليه على شكل دم ممّا يسبِّب ألماً شديداً و يقود إلى تكوين التصاقات و أحيانا أكياس مبيضية. في عدد ديسمبر من مجلة الولادة والأمراض النسائية الأمريكية، نوه بحث إلى أهمية الإلتفات إلى أن نسبة معتبرة من هذا المرض ،تصيب المراهقات ، و رغم شدة تأثير الألم على الفتيات، وتسبُّبه في غيابهن عن مدارسهن و جامعاتهن و أعمالهن، و كذلك استنكافهن ممارسة الرياضة، فإن تشخيص هذا المرض لا يتم إلا بعد وقت طويل و مراجعات كثيرة، إذ يستغرق الوقت الذي تحتاجه الفتيات المصابات ، منذ مراجعتهن الأولى وحتّى التشخيص، إلى ثلاثة أضعاف الوقت الذي تحتاجه النساء الناضجات، وذلك بسبب ميل الأهل و الأطباء إلى استبعاد هذا التشخيص، و ينبِّه المقال إلى ضرورة التعامل بحذر مع الفتيات اللواتى يشتكين من آلام مبرحة خلال الدورة، و كذلك آلام حوضية شديدة مع الدورة و بدونها ، وهنا يجب ألا نستبعد احتمال أننا نتعامل مع بطانة الرحم المنتبذة، خاصة إذا ترافق مع أعراض لها علاقة بالجهاز الهضمي أو الجهاز البولى، مثل الغثيان و الطُراش وآلام تهيج القولون العصبى، وآلام التهابات المثانة البولية. مع ملاحظة ان هذه الأعراض أكثر شيوعاً عند المراهقات ممّا هو عند الناضجات. وينصح المقال بالبدء في علاجات هرمونية، توقف الدورة مؤقتاً، لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، قبل عمل منظار البطن والحوض للتأكد المطلق من هذا التشّخيص، كما ينصح إن كان ولا بدّ من العلاج الجراحى أن يكون علاجاً جراحياً تحفظياً يحافظ على الرحم والمبايض. إذ أن امكانيات الحمل مع وجود هذا المرض، وخاصة مع الوسائل الحديثة ،أصبحت عالية.