في وقت نصحت هيئة الغذاء والدواء بألا تتجاوز الحصص اليومية للفرد من اللحوم من 2-3 حصص بحد أقصى 30 جرامًا في الحصة الواحدة. وانه يفضل أن يحسب الاستهلاك الأمثل للفرد من البروتين من 15 إلى 20% من معدل الاحتياج اليومي من السعرات الحرارية "2000 سعرة حرارية" التي تعادل من 300 إلى 400 سعرة حرارية من البروتين في اليوم. فقد حذر استشاريان أفراد المجتمع بعدم الإكثار من تناول اللحوم والمشويات هذه الأيام ، إذ إن ذلك قد يؤدي إلى زيادة املاح الجسم والتعرض للإصابة – لا سمح الله – إلى الإصابة بالنقرس. وقالا ل" البلاد"، أن مرض النقرس يعُرف بمرض المرفهين ، إذ يصيب كثيرًا الذين يفرطون في تناول اللحوم بكثرة. في البداية حذر الدكتور ضياء حسين ، الحاصل على دكتوراه الروماتيزم من بريطانيا ، مرضى النقرس من الإفراط في تناول اللحوم والمشويات بشكل كبير ، مبينًا أن هناك ارتباطا وثيقا بين مرض النقرس والإفراط في تناول اللحوم ، إذ يعتبر داء النقرس أحد أقدم الأمراض في التاريخ الطبي ويصيب عادة المرفهين الذين يفرطون في أكل اللحوم والتدخين ، وتشير كلمة نقرس إلى مجموعة اضطرابات تتصف بخلل في استقلاب البورين مؤدياً إلى مستويات غير طبيعية من تجمع حمض البول في الدم ، وهو مرض الذكور البالغين غالباً وتشكل النساء 5 % من الحالات فقط، ويصاب الأصبع الكبير للقدم في الهجمة الأولى في أكثر من 50% من الحالات إذ يصاب أثناء سير المرض عند 90% من الأشخاص ، وتزداد شدة الألم أثناء الليل وتخف شدته في الصباح ويظهر على المفصل المصاب انتفاخ واحمرار ، وفي السنوات اللاحقة على بدء المرض قد تحدث الآلام في عدة أماكن مثل الركبة والمرفق والمعصم الكعب وكذلك أصابع اليدين والقدمين. ونصح الدكتور ضياء مرضى النقرس بفكرة الترشيد وليس الحرمان ، بمعنى ترشيد كمية اللحوم التي يتناولها كل يوم ، بحيث لا تزيد 100 جرام من اللحوم الخالصة من الدهون ، ويمكن تقسيم هذه الكمية على عدة وجبات خلال اليوم أو وجبة واحدة بما يناسب الفرد ، والحرص على استهلاك كميات كبيرة من المياه من 1.5 لتر إلى 2 لتر، على مدار اليوم، حيث تساعد المياه على إذابة حمض اليوريك أسيد وخروجه مع البول ، وتجنب تناول ملحقات الأضحية تمامًا مثل الكبدة، والقلب، والكلاوي لما تحتويه من كميات كبيرة من الكوليسترول وحمض اليوريك أسيد ، والحرص على تناول العديد من الخضروات والفواكه بجانب الحبوب الكاملة والمكسرات، واستخدام زيت الزيتون الغني بالأوميجا 3. من جهته يقول استشاري المسالك البولية وزراعة الكلى الدكتور رضا متبولي ، إن النقرس أحد أشكال التهاب المفاصل، إذ ترتفع فيه نسبة حمض اليوريك – حمض البول – في الدم، ما يسبب الشعور بآلام شديدة في المفصل ، وقد يصاحب هذا الالتهاب تورم، واحمرار، وارتفاع في درجة حرارة الجسم ، مبينًا أن المرض يتطور في الرجال البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و45 عامًا، وعند النساء بعد سن الخامسة والخمسين ، ولكن بشكل عام فأن النقرس مرض شائع في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا بغض النظر عن الجنس، وهو نادر الحدوث عند الأطفال. وتابع قائلاً ، أن هناك بعض عوامل الخطورة التي تساعد في حدوث النقرس مثل السمنة المفرطة ، بعض الحالات الصحية التي تكون فيها نسبة حمض اليوريك مرتفعة، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض القلب ، وبعض الأدوية التي تزيد من ارتفاع نسبة حمض اليوريك، مثل الأدوية المدرة للبول ، الإكثار من تناول اللحوم الحمراء، والمحار، وبعض أنواع الأطعمة الغنية بالبروتين التي تزيد من ارتفاع نسبة حمض اليوريك ، المشروبات الغازية ، الجفاف وعدم شرب كمية كافية من السوائل.
